طارق بن زياد Admin
المساهمات : 732 تاريخ التسجيل : 06/07/2013
| موضوع: من الفصل الدراسي ينطلق إصلاح التعليم 3/16/2014, 07:03 | |
| من الفصل الدراسي ينطلق إصلاح التعليم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كثرت الوصفات المقدمة والمجربة في الجسم التعليمي ببلدنا المغرب دون أن نصل إلى ذلك الحد الأدنى من الجرعات العلاجية رغم كثرة التشخيصات والتشريحات والتحليلات والتجارب التي يطغى عليها طابع الاستيراد سواء من الشرق الأوسط أو من أوروبا، حسب الوجهة المشوكلة لعقل هذا المسؤول أو ذاك ، أو حسب المشروع الذي يمكن أن يذر الدخل الإضافي للمتسلقين بالدواليب الوارثين لريعها المحفز "للعقل" الصانع للإفشال ، فمن التلقين إلى التدريس بالأهداف الإجرائية وصولا إلى المقاربة بالكفايات التي استورد لها إجراء أطلق عليه بيداغوجية الإدماج ألصقت به أربعة عيوب حالت دون تفعيله ، لنجد أنفسنا أمام برنامج استعجالي ابتلع ملايير محترمة دونما نتيجة ، ليتم التلويح بمسميات أخرى كالمخطط الاستراتيجي والتدريس بالملكات لعل المحطة الحكومية الحالية تمر ، كغيرها ، بسلام، أما التحصيل الدراسي وجودة المضمون التعلماتي ومستقبل التلميذ(ة) والمستقبل التعليمي بصفة عامة، وكسب رهان التنمية البشرية الحقيقية فتلك مفردات وتعابير تنتمي إلى عالم أحلام اليقظة التي تقض مضجع الحالمين بواقع افلطوني يبدو الولوج إليه أو الاقتراب من رحابه بعيد المنال . لقد أدت الإيديولوجيات المستوردة والمتعاقبة على بلدنا إلى زرع لغم التنافر الثقافي واللغوي وتهميش الشخصية الحضارية المغربية التي تنتمي إلى عمق التاريخ ،و تسفيه ما أنتجته العبقرية المغربية والتنقيص من مساهمتها التاريخية، مما ساهم في شوكلة العقل الجماعي بتطعيمه بأمصال مضادة للذات الوطنية لتهيئته للاستلاب حتى يتم التحكم فيه عن بعد من خلال منتوج " تعليمي " مستورد يسطح العقل أكثر مما ينميه ويجعله أكثر انتهازية وأكثر بحثا عن الجاهز السهل دونما مجهود، لنصل إلى وضعية لا نحسد عليها باحتلالنا للمراتب الأخيرة في المجال التعليمي عالميا ، بل تجاوزتنا بعض البلدان التي كنا نعتبرها أكثر تخلفا منا. لقد أبان الواقع التعليمي المر عن فشل أو إفشال كافة الأمصال الجرعاتية الترقيعية الارتجالية التي تم التطبيل لها على أنها الحلول السحرية القادرة على جعل التعليم بالمغرب يحقق المبتغى والمرتجى لأسباب عديدة يمكن إجمالها في الانتقال التعسفي من محطة " إصلاحية " إلى أخرى بأسلوب يتسم بالقطيعة واعتبار ما تم العمل به في السابق متجاوزا يجب القطع النهائي معه لصالح ما تم اعتباره " جديدا " و"فتحا " مبينا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، بالرغم من أن التجارب الإنسانية الإيجابية لا يطالها التقادم، أضف إلى ذلك ربط كل العمليات المصاحبة " للإصلاح " بثقافة المرشنة (من المارشي/ الصفقة)، إذ يكفي أن تكون العمليات الورقية متوفرة تيكنقراطيا لنحكم عليها بالنجاح ، حتى ولو بددت المبالغ المرصودة دونما جودة تعلماتية ، والبرنامج الاستعجالي خير مثال، والغريب في الأمر أن يتم اللجوء إلى تعليق الخطايا والإخفاقات بالأستاذ(ة) الممارس(ة) باعتباره ذلك المشجب الذي تعلق عليه جميع الإخفاقات،وكأنه هو الذي ينظر ويخطط ويأمر بالتنفيذ. وحيث أن التنمية البشرية الحقيقية في ارتباطها بالتقدم وتوفير الحد الأدنى من شروط الرفاهية للشعب لها ارتباط وثيق بالمدرسة الناجحة والإعلام ذو الجودة العالية والإبداع الذي يساهم في التربية الجمالية والنقدية، أي بالمجالات الثلاث التي لا بد من وضعها على السكة الصحيحة لكي يعبر عبرها قطار التنمية بكل تمظهراتها وتجلياتها، وحيث أن التجارب الإنسانية حبلى بالمسارات الإيجابية الممكن الاستنارة بها، دونما حاجة إلى جولات مخملية تبدد الملايين ، وحيث أن التجربة المغربية القاعدية غنية بالكفاءات أغلبها تم التخلص منها عبر التقاعد والمغادرة الطوعية لتلج إلى عالم الفراغ والتهميش الاجتماعي وتدمير الذات‘ عوض أن تستفيد الأمة من تجاربها ولو بالتدوين كنوع من أضعف الإيمان، وحيث أن هناك طاقات هائلة من الأساتذة الممارسين ، توارث المسؤولون التوجس من إشراكها الحقيقي حتى في عمليات الأجرأة وتنفيذ ماهو مسطر بأن قيدوا العمل بمذكرات تحصي الأنفاس وتخلصها من أي تفكير اجتهادي رغم أنف مجالس المؤسسات، ولكي لا يظل الإصلاح حبيس النوايا والإشارات، أرى أن يتم اعتماد المقاربة الأفقية في عمليات الأجرأة والتنفيذ من خلال: 1/ ترجمة مقتضيات الإصلاح على أرض الواقع بإشراك الأستاذ(ة) فعليا في مواقع القرار بما فيها المجلس الأعلى للتربية والتكوين، و في عمليات التأليف المدرسي، بعد تخليصها من أسلوب (المرشنة)، وتمكين مجالس المؤسسات من اتخاذ التدابير الإجرائية وفق مخططات ومشاريع تربوية مؤطرة محليا تجسد بالفعل أسلوب التعاقد التربوي البيداغوجي الجماعي المسؤول تستمد روحها مما هو مسطر رسميا ، وتهم هذه المشاريع كيفية تدبير الزمن المدرسي والدراسي واختيار المراجع والكتب الرسمية الملائمة للمؤسسة واقتراح الحاجيات من التكوين والأنشطة الموازية السنوية وكيفية وبرمجة إنجازها وإدراجها في الزمن المدرسي، أضف إلى ذلك إسناد مسؤولية تدبير التقويم وعتبات النجاح لمجالس الأقسام عوض الإبقاء على إخضاعها للخريطة المدرسية. 2/ التعامل بكامل الجدية مع وضعية اللغات باعتماد البيداغوجيا عوض الإيديولوجيا ، بالعمل من أجل ترسيخ العدالة والمساواة بين اللغتين الوطنيتين الرسميتين: الأمازيغية والعربية،وعبر كل المسارات الدراسية والإشهادية، باعتماد أسلوب بيداغوجي مبني على التدرج والعصرنة والمرونة والاستعمال السليم للغة أثناء التدريس والتوظيف ، بغية الوصول إلى المبتغى المتمثل في الإنتاج والإدماج والتوظيف الأسلم، بتجاوز كل الأساليب المتبعة منذ إقرار منهجية التدريس بالأهداف الإجرائية في الثمانينيات ، بما فيها إلغاء التدريس بالطريقة الكلية بالمستوى الأول ابتدائي،دونما " درجنة " أو " لهجنة " أما اللغات الأجنبية فيجب التعامل معها بما ينفع مستقبل التلميذ(ة) بعيدا عن الديماغوجيات البائدة. 3/ المغربة العميقة للمحتوى التعلماتي بإبراز الشخصية الوطنية في تجلياتها الإيجابية تنمية لروح المواطنة ، وذلك من خلال التاريخ والجغرافية والتربية على المواطنة ،وكذا بتجسيد دور المغاربة في الإنتاج الأكاديمي والديني والإبداعي والتراثي والحضاري المتسم بالتعدد المتآلف ، مع الانفتاح على ما هو إفريقي متوسطي كوني بما يخدم كافة الأهداف المسطرة. 4/ إعادة النظر في طرق تدبير وتكوين وتوزيع وانتشارالموارد البشرية بعيدا عن الالتباسات التي آن الأوان أن نتجاوز عهدها الذي طال أكثر من اللازم، بما يضمن الاستقرار والارتياح لنساء ورجال التعليم واعتماد الكفاءة والاستحقاق والمحاسبة في التقويم للجميع دون استثناء. 5/ إعادة الروح إلى الحياة المدرسية من خلال أنشطة موازية موسيقية، مسرحية ، تشكيلية ، رياضية ... وذلك بإزالة كافة القيود التي مازالت تختزل تأمين الزمن المدرسي في العمليات المدرسية اليومية الروتينية المملة بتطوير وتنشيط وإدماج التعاونية المدرسية والأندية والجمعية الرياضية وجمعية دعم مدرسة النجاح تحت مسمى واحد، وإخضاعها لمجلس التدبير دون أي توجس أو عقدة، ولتسهيل عملية إدماج هذه الأنشطة في الزمن المدرسي ينبغي إقرار أيام وأسابيع سنوية قارة خاصة لهذا الغرض. 6 / تفعيل قوانين إلزامية التعليم لتعميم التمدرس ، وتركيز الدعم على تعميم الكتب والأدوات المدرسية والمطعم المدرسي وكافة الحوامل البيداغوجية والنقل المدرسي ، وكذا تعميم نظام المدرسة الجماعاتية لحل معضلات العالم القروي. إن الإصلاح المأمول لقطاع التربية والتكوين لا ينبغي أن يقتصر فقط على الجانب التكنوقراطي الإداري والمالي ، بل يجب أن ينصب على المضمون والمحتوى بالدرجة الأولى وذلك بغية المغربة العميقة المنفتحة على أصلها الإفريقي والفضاء المتوسطي وكل التجارب الإيجابية الإنسانية دون أي شكل من أشكال التبعية سواء للمشرق أو لأوربا ، بما يجسد التعدد اللغوي والثقافي والحضاري المغربي الأمازيغي العربي المتشبع بالتجربة المغربية الروحية ، مع الاعتماد في الجوانب الاقتراحية والتأليفية والتنفيذية على الأستاذ(ة) الممارس(ة) بالدرجة الأولى ذو الحنكة البيداغوجية الميدانية ، كي يتحقق الإصلاح انطلاقا من الفصل الدراسي.abo fatima | |
|