طارق بن زياد Admin
المساهمات : 732 تاريخ التسجيل : 06/07/2013
| موضوع: مسجد القرويين 7/31/2014, 06:09 | |
| مسجد القرويين وأول جامعة في العالم بقلم بشرى شاكر
مسجد القرويين أو جامع القرويين يتواجد بالعاصمة العلمية فاس و هي مدينة عريقة و ذات حضارة ثرية جدا، و قد بنيت فاس الأولى إبان حكم دولة الأدارسة على يد ادريس الأول و هو الأمير ادريس بن عبد الله الحسيني و كان ذلك سنة 172 هجرية بينما انشأ ابنه ادريس الثاني سنة 192 هجرية، فاس الثانية و سميت ب"العالية" قبل ان تلقب بفاس و أدى ازدياد المعمار الى التحام المدينتين لتصير مدينة واحدة و تحمل اسم فاس الى الان، و تجزئت لمنطقتين "عدوة الأندلسيين" لكون جالية أندلسية كانت تسكنها انذاك و "عدوة القرويين" نسبة لاهل القيروان الذين هاجروا الى فاس واستقروا بها ، اما المسجد فقد بني على المكان الذي هو عليه الان على يد ادريس الثاني بعد ان جعل من فاس عاصمة له بعد مدينة "وليلي " الاثرية و سمي انذاك بمسجد الشرفاء و كان يعد مسجد عدوة القرويين و في مقابله مسجد الاشياخ الذي كان في عدوة الاندلسيين ، كان المسجد يشغل مساحة صغيرة فقط.
كانت مدينة فاس تعرف في تلك الحقبة رخاء اقتصاديا و رواجا تجاريا مهما فكثر عدد المهاجرين اليها و منهم تاجر من القيروان اسمه محمد بن عبد الله الفهري و كانت له ابنتان توفي عنهما لترثان كل ما لديه من أموال فقامت ابنته فاطمة بنت محمد بن عبد الله الفهري ( الملقبة الان بفاطمة الفهرية وايضا ملقبة بأم البنين و ما زالت العديد من المدارس و الثانويات تحمل اسمها الىالان)، بإعادة بناء المسجد سنة 245 هجرية بعد ان اقتنت الحقل المجاور للمسجد من رجل من قبائل هوارة فأصبح المسجد واسعا ممتدا و اكتسى حلة جديدة و بهية و تم انشاء محراب و منبرين جديدين كما بنيت مئذنته التي تبهر زوارها الى الان بعلوها و شموخها و بنفس الوقت، شيدت اختها مريم مسجد الاشياخ كما سبق و ذكرنا الذي في عدوة الاندلسيين فالمسجدين من تشييد ابنتين صالحتين، و لم تتوقف توسعة المسجد عند هذا الحد بل شهد توسعتين ثانيتين ، حيث اضاف أمراء زناتة ثلاث الاف متر مربع الى المسجد و ما زالت الصومعة المربعة الواسعة في المسجد تشهد لهم بهذا العمل الى الان و هي اقدم منارة مربعة في المغرب العربي ، كما قام المرابطون بزيادة مساحته و تفننوا في صنع القباب و الاقواس و نقش الايات القرانية و الاحاديث و الادعية و كانت للموحدين بصمتهم أيضا بأن وضعوا الثريا الكبرى التي تزين المسجد الى يومنا هذا ...و يتوفر الجامع على سبعة عشر بابا و جناحين يلتقيان عند الصحن الذي يتوسط المسجد و الذي يشبه في تصميمه شكل الصحن الأسود في قصر الحمراء بالاندلس و يتوفر كل جناح على مكان للوضوء من المرمر و بشكل عام فان تصميم الجامع الفاسي مأخود من المعمار الاندلسي.
و قد عرف المسجد عبر السنين تحسينات عدة، حيث زين بالثريات و الساعات الشمسية الرملية و زود بخزانة للكتب و المصاحف.
و قد كان للمسجد كما باقي المنارات المغربية دورا سياسيا و عسكريا أيضا، فقد كان مركزا للتحرك ضد الاستعمار الفرنسي بحيث كان يجتمع فيه رجال المقاومة حتى قال عنه الجنرال "ليوطي" بعد ما لقي من بأس أهله و رواده "لا استقرار لنا في المغرب الا بالقضاء على هذا البيت المظلم". كان المستعمرون يلقبونه بالبيت المظلم و يرونه كذلك و كان بعون الله و بفضل تلاوة و تعليم كلامه فيه يزداد نورا و شدة فخاب أمل الفرنسين و لم يستطيعوا القضاء عليه فبقي شامخا الى الان كما هو.
و لم يقتصر المسجد على هذا الدور و انما جعل منه العلماء مكانا يلقنون فيه طلبتهم العلوم و ازداد الاهتمام بالعلم حتى تحولت مدينة فاس الى مركز علمي نافس مراكز علمية عديدة كقرطبة و بغداد و تجاوزها بعد ان انتقل الجامع الى جامعة علمية يتخذها العلماء مقرا لإلقاء دروسهم، إلا أن القرويين لم يتحول الى جامعة فعلية معززة بالعديد من المدارس حوله و مهياة بكراسي علمية و خزانات إلا في العهد المريني و هكذا أصبحت جامعة القرويين أول جامعة انئشت في تاريخ العالم و صنفت في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأقدم جامعة في العالم و التي ما زالت تدرس الى الان !!!
و لم تقتصر الجامعة على العلوم الدينية و التشريعية فحسب بل تجاوزتها الى العلوم الاخرى ، من فيزياء و كيمياء و طب و غيرها ، حيث كان بابا الفاتيكان "سيلفستر الثاني" من سنة 999 ميلادية الى 1003 ميلادية من خريجيها و يقال أنه من أدخل الأعداد العربية إلى اوربا بعد عودته من دراسته بالقرويين، درس فيها الفقيه المالكي "ابو عمران الفاسي" فقيه القيروان انذاك، و تخرج منها ابن البنا المراكشي و ابن العربي و أبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الشهيربابن البناء و ابن خلدون المؤرخ ومؤسس علم الاجتماع، ولسان الدين بن الخطيب وابن مرزوق، و أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ المعروف بابن باجة و قد نبغ في علوم كثيرة، منها اللغة العربية والطب وكان قد هاجر من الأندلس وتوفي بفاس ...
كما مكث فيها الشريف الادريسي مدة و زارها أيضا ابن زهر مرات عديدة ودون فيها، النحوي ابن اجروم كتابه المعروف في النحو " الاجرومية". | |
|